السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
اروع قصص التوبه
بسم الله الرحمن الرحيم
من اعظم قصص التوبه واروعها قصه كعب بن مالك وروعتها تكمن في انه كان صادق مع رسول الله فتاب عليه الرحمن
كعب بن مالك الأنصاري السلمي، شاعرالإسلام أسلم قديماً وشهد العقبة ولم يشهد بدرا، وكان أحد الثلاثة الذين تيب عليهم بعد تخلفهم عن غزوة تبوك. وتوفي سنة 50 هجرية.
وكان كعب لا يتخلف عن اي غزوه حتي بدر لم يتخلف عنها لانها لم تكن علي موعد بمعني انها حدثت فجاه ولم يكن موجودا الا انه تخلف عن تبوك بلا مبرر و لما عاد رسول الله جاء لرسول الله ليعتذر ونصحه الكتير بخلق اي عذر بالباطل ارضاء لرسول الله الا انه لم يحلف زورا وبهتانا مثل غيره ولم يختلق مبررات واهيه مثل غيره واعترف لرسول الله بتكاسله عن القتال وقال لرسول الله انه لو كان شخص اخر غير رسول الله لاختلق عذرا تجنبا لسخطه ولكن لانه رسول الله لم يجترا علي الكذب امامه وكان مع كعب اثنان ايضا فعلوا مثلما فعل كعب
وهممرارة بن الربيع العمري وهلال بن اميه الواقفي
موقف رسول الله
امرهم رسول الله بان ينصرفوا الي بيوتهم ونهي الناس عن التحدث معهم حتي يقضي الله امره فيهم وكان كعب عند دخوله المسجد كان يحاول ان يقترب من الرسول وكان الرسول ينظر اليه واذا لمحه كعب ادار الرسول وجهه< يا حبيبي يا رسول الله يداري حنانه ورافته رفقا بكعب>
وكان كعب يلقي السلام علي الرسول وينظر الي شفتي الرسول ليري اذا كان الرسول يحركهما ليرد عليه
موقف الناس
اطاع الناس امر الرسول واعتزلوه وكان يمر بالسوق فتنكر له الناس ولم يكلموه حتي انه اعتقد ان الارض والحوائط تنكروا له اما صاحبيه فاعتزلوا في بيونهم يبكون ليلا ونهارا وفي هذا الوقت حاول نصراني ان يجزبه اليه والي النصرانيه فارسل له ورقه بذلك الا ان كعب مزقها ز في هذه اللحظه اتي له امرا من الرسول باعتزال زوجته فقال كعب اطلقها فقيل له لا بل اعتزلها فقط ونفس الامر امر به صاحبيه ولكن هلال كان شيخا فسمح رسول الله بان تخدمه زوجته ونصح الناس كعب ان يقعل ذلك الا انه ابي ثم نزلت فيه وفي اصحابه الايات التي تفيد بان الله قبل توبتهما ففرح كعب ونصدق من ماله كثيرا فرحا بتوبته
وهذا نص الحديث بلسان اميه منقوول من صحيح البخاري
حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن بن شهاب عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب
بن مالك أن عبد الله بن كعب بن مالك وكان قائد كعب من بنيه حين عمي قال سمعت كعب بن
مالك يحدث حين تخلف عن قصة تبوك قال كعب لم أتخلف عن رسول الله في غزوة غزاها إلا في
غزوة تبوك غير أني كنت تخلفت في غزوة بدر ولم يعاتب أحدا تخلف عنها إنما خرج رسول الله يريد
عير قريش حتى جمع الله بينهم وبين عدوهم على غير ميعاد ولقد شهدت مع رسول الله ليلة
العقبة حين تواثقنا على الإسلام وما أحب أن لي بها مشهد بدر وإن كانت بدر أذكر في الناس منها
كان من خبري أني لم أكن قط أقوى ولا أيسر حين تخلفت عنه في تلك الغزاة والله ما اجتمعت
عندي قبله راحلتان قط حتى جمعتهما في تلك الغزوة ولم يكن رسول الله يريد غزوة إلا ورى بغيرها
حتى كانت تلك الغزوة غزاها رسول الله في حر شديد واستقبل سفرا بعيدا ومفازا وعدوا كثيرا
فجلى للمسلمين أمرهم ليتأهبوا أهبة غزوهم فأخبرهم بوجهه الذي يريد والمسلمون مع رسول
الله كثيرولا يجمعهم كتاب حافظ يريد الديوان قال كعب فما رجل يريد أن يتغيب إلا ظن أن سيخفى له
ما لم ينزل فيه وحي الله وغزا رسول الله تلك الغزوة حين طابت الثمار والظلال وتجهز رسول الله
والمسلمون معه فطفقت اغدو لكي أتجهز معهم فأرجع ولم أقض شيئا فأقول في نفسي أنا قادر
عليه فلم يزل يتمادى بي حتى اشتد بالناس الجد فأصبح رسول الله والمسلمون معه ولم أقض من
جهازي شيئا فقلت أتجهز بعده بيوم أو يومين ثم ألحقهم فغدوت بعد أن فصلوا لأتجهز فرجعت ولم
أقض شيئا ثم غدوت ثم رجعت ولم أقض شيئا فلم يزل بي حتى أسرعوا وتفارط الغزو وهممت أن
أرتحل فأدركهم وليتني فعلت فلم يقدر لي ذلك فكنت إذا خرجت في الناس بعد خروج رسول الله
فطفت فيهم أحزنني أني لا أرى إلا رجلا مغموصا عليه النفاق أو رجلا ممن عذر الله من الضعفاء ولم
يذكرني رسول الله حتى بلغ تبوك فقال وهو جالس في القوم بتبوك ما فعل كعب فقال رجل من
بني سلمة يا رسول الله حبسه برداه ونظره في عطفيه فقال معاذ بن جبل بئس ما قلت والله يا
رسول الله ما علمنا عليه إلا خيرا فسكت رسول الله قال كعب بن مالك فلما بلغني أنه توجه قافلا
حضرني همي وطفقت أتذكر الكذب وأقول بماذا أخرج من سخطه غدا واستعنت على ذلك بكل ذي
رأي من أهلي فلما قيل إن رسول الله قد أظل قادما زاح عني الباطل وعرفت أني لن أخرج منه أبدا
بشيء فيه كذب فأجمعت صدقه وأصبح رسول الله قادما وكان إذا قدم من سفر بدأ بالمسجد فيركع
فيه ركعتين ثم جلس للناس فلما فعل ذلكجاءه المخلفون فطفقوا يعتذرون إليه ويحلفون له وكانوا
بضعة وثمانين رجلا فقبل منهم رسول الله علانيتهم وبايعهم واستغفر لهم ووكل سرائرهم إلى الله
فجئته فلما سلمت عليه تبسم تبسم المغضب ثم قال تعال فجئت أمشي حتى جلست بين يديه
فقال لي ما خلفك ألم تكن قد ابتعت ظهرك فقلت بلى إني والله يا رسول الله لو جلست عند غيرك
من أهل الدنيا لرأيت أن سأخرج من سخطه بعذر ولقد أعطيت جدلا ولكني والله لقد علمت لئن
حدثتك اليوم حديث كذب ترضى به عني ليوشكن الله أن يسخطك علي ولئن حدثتك حديث صدق
تجد علي فيه إني لأرجو فيه عفو الله لا والله ما كان لي من عذر والله ما كنت قط أقوى ولا أيسر
مني حين تخلفت عنك فقال رسول الله أما هذا فقد صدق فقم حتى يقضي الله فيك فقمت وثار
رجال من بني سلمة فاتبعوني فقالوا لي والله ما علمناك كنت أذنبت ذنبا قبل هذا ولقد عجزت أن
لا تكون اعتذرت إلى رسول الله بما اعتذر إليه المتخلفون قد كان كافيك ذنبك استغفار رسول الله لك
فوالله ما زالوا يؤنبونني حتى أردت أن أرجع فأكذب نفسي ثم قلت لهم هل لقي هذا معي أحد
قالوا نعم رجلان قالا مثل ما قلت فقيل لهما مثل ما قيل لك فقلت من هما قالوا مرارة بن الربيع
العمري وهلال بن أمية الواقفي فذكروا لي رجلين صالحين قد شهدا بدرا فيهما أسوة فمضيت حين
ذكروهما لي ونهى رسول الله المسلمين عن كلامنا أيها الثلاثة من بين من تخلف عنه فاجتنبنا
الناس وتغيروا لنا حتى تنكرت في نفسي الأرض فما هي التي أعرف فلبثنا على ذلك خمسين
ليلة فأما صاحباي فاستكانا وقعدا في بيوتهما يبكيان وأما أنا فكنت أشب القوم وأجلدهم فكنت
أخرج فأشهد الصلاة مع المسلمين وأطوف في الأسواق ولا يكلمني أحد وآتي رسول الله فأسلم
عليه وهو في مجلسه بعد الصلاة فأقول في نفسي هل حرك شفتيه
برد السلام علي أم لا ثم أصلي قريبا منه فأسارقه النظر فإذا أقبلت على صلاتي أقبل إلي وإذا
التفت نحوه أعرض عني حتى إذا طال علي ذلك من جفوة الناس مشيت حتى تسورت جدار حائط
أبي قتادة وهو بن عمي وأحب الناس إلي فسلمت عليه فوالله ما رد علي السلام فقلت يا أبا قتادة
أنشدك بالله هل تعلمني أحب الله ورسوله فسكت فعدت له فنشدته فسكت فعدت له فنشدته
فقال الله ورسوله أعلم ففاضت عيناي وتوليت حتى تسورت الجدار قال فبينا أنا أمشي بسوق
المدينة إذا نبطي من أنباط أهل الشام ممن قدم بالطعام يبيعه بالمدينة يقول من يدل على كعب
بن مالك فطفق الناس يشيرون له حتى إذا جاءني دفع إلي كتابا من ملك غسان فإذا فيه أما بعد
فإنه قد بلغني أن صاحبك قد جفاك ولم يجعلك الله بدار هوان ولا مضيعة فالحق بنا نواسك فقلت لما
قرأتها وهذا أيضا من البلاء فتيممت بها التنور فسجرته بها حتى إذا مضت أربعون ليلة من الخمسين
إذا رسول رسول الله يأتيني فقال إن رسول الله يأمرك أن تعتزل امرأتك فقلت أطلقها أم ماذا أفعل قال
لا بل اعتزلها ولا تقربها وأرسل إلى صاحبي مثل ذلك فقلت لامرأتي الحقي بأهلك فتكوني عندهم
حتى يقضي الله في هذا الأمر قال كعب فجاءت امرأة هلال بن أمية رسول الله فقالت يا رسول الله
إن هلال بن أمية شيخ ضائع ليس له خادم فهل تكره أن أخدمه قال لا ولكن لا يقربك قالت إنه والله
ما به حركة إلى شيء والله ما زال يبكي منذ كان من أمره ما كان إلى يومه هذا فقال لي بعض
اروع قصص التوبه
بسم الله الرحمن الرحيم
من اعظم قصص التوبه واروعها قصه كعب بن مالك وروعتها تكمن في انه كان صادق مع رسول الله فتاب عليه الرحمن
كعب بن مالك الأنصاري السلمي، شاعرالإسلام أسلم قديماً وشهد العقبة ولم يشهد بدرا، وكان أحد الثلاثة الذين تيب عليهم بعد تخلفهم عن غزوة تبوك. وتوفي سنة 50 هجرية.
وكان كعب لا يتخلف عن اي غزوه حتي بدر لم يتخلف عنها لانها لم تكن علي موعد بمعني انها حدثت فجاه ولم يكن موجودا الا انه تخلف عن تبوك بلا مبرر و لما عاد رسول الله جاء لرسول الله ليعتذر ونصحه الكتير بخلق اي عذر بالباطل ارضاء لرسول الله الا انه لم يحلف زورا وبهتانا مثل غيره ولم يختلق مبررات واهيه مثل غيره واعترف لرسول الله بتكاسله عن القتال وقال لرسول الله انه لو كان شخص اخر غير رسول الله لاختلق عذرا تجنبا لسخطه ولكن لانه رسول الله لم يجترا علي الكذب امامه وكان مع كعب اثنان ايضا فعلوا مثلما فعل كعب
وهممرارة بن الربيع العمري وهلال بن اميه الواقفي
موقف رسول الله
امرهم رسول الله بان ينصرفوا الي بيوتهم ونهي الناس عن التحدث معهم حتي يقضي الله امره فيهم وكان كعب عند دخوله المسجد كان يحاول ان يقترب من الرسول وكان الرسول ينظر اليه واذا لمحه كعب ادار الرسول وجهه< يا حبيبي يا رسول الله يداري حنانه ورافته رفقا بكعب>
وكان كعب يلقي السلام علي الرسول وينظر الي شفتي الرسول ليري اذا كان الرسول يحركهما ليرد عليه
موقف الناس
اطاع الناس امر الرسول واعتزلوه وكان يمر بالسوق فتنكر له الناس ولم يكلموه حتي انه اعتقد ان الارض والحوائط تنكروا له اما صاحبيه فاعتزلوا في بيونهم يبكون ليلا ونهارا وفي هذا الوقت حاول نصراني ان يجزبه اليه والي النصرانيه فارسل له ورقه بذلك الا ان كعب مزقها ز في هذه اللحظه اتي له امرا من الرسول باعتزال زوجته فقال كعب اطلقها فقيل له لا بل اعتزلها فقط ونفس الامر امر به صاحبيه ولكن هلال كان شيخا فسمح رسول الله بان تخدمه زوجته ونصح الناس كعب ان يقعل ذلك الا انه ابي ثم نزلت فيه وفي اصحابه الايات التي تفيد بان الله قبل توبتهما ففرح كعب ونصدق من ماله كثيرا فرحا بتوبته
وهذا نص الحديث بلسان اميه منقوول من صحيح البخاري
حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن بن شهاب عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب
بن مالك أن عبد الله بن كعب بن مالك وكان قائد كعب من بنيه حين عمي قال سمعت كعب بن
مالك يحدث حين تخلف عن قصة تبوك قال كعب لم أتخلف عن رسول الله في غزوة غزاها إلا في
غزوة تبوك غير أني كنت تخلفت في غزوة بدر ولم يعاتب أحدا تخلف عنها إنما خرج رسول الله يريد
عير قريش حتى جمع الله بينهم وبين عدوهم على غير ميعاد ولقد شهدت مع رسول الله ليلة
العقبة حين تواثقنا على الإسلام وما أحب أن لي بها مشهد بدر وإن كانت بدر أذكر في الناس منها
كان من خبري أني لم أكن قط أقوى ولا أيسر حين تخلفت عنه في تلك الغزاة والله ما اجتمعت
عندي قبله راحلتان قط حتى جمعتهما في تلك الغزوة ولم يكن رسول الله يريد غزوة إلا ورى بغيرها
حتى كانت تلك الغزوة غزاها رسول الله في حر شديد واستقبل سفرا بعيدا ومفازا وعدوا كثيرا
فجلى للمسلمين أمرهم ليتأهبوا أهبة غزوهم فأخبرهم بوجهه الذي يريد والمسلمون مع رسول
الله كثيرولا يجمعهم كتاب حافظ يريد الديوان قال كعب فما رجل يريد أن يتغيب إلا ظن أن سيخفى له
ما لم ينزل فيه وحي الله وغزا رسول الله تلك الغزوة حين طابت الثمار والظلال وتجهز رسول الله
والمسلمون معه فطفقت اغدو لكي أتجهز معهم فأرجع ولم أقض شيئا فأقول في نفسي أنا قادر
عليه فلم يزل يتمادى بي حتى اشتد بالناس الجد فأصبح رسول الله والمسلمون معه ولم أقض من
جهازي شيئا فقلت أتجهز بعده بيوم أو يومين ثم ألحقهم فغدوت بعد أن فصلوا لأتجهز فرجعت ولم
أقض شيئا ثم غدوت ثم رجعت ولم أقض شيئا فلم يزل بي حتى أسرعوا وتفارط الغزو وهممت أن
أرتحل فأدركهم وليتني فعلت فلم يقدر لي ذلك فكنت إذا خرجت في الناس بعد خروج رسول الله
فطفت فيهم أحزنني أني لا أرى إلا رجلا مغموصا عليه النفاق أو رجلا ممن عذر الله من الضعفاء ولم
يذكرني رسول الله حتى بلغ تبوك فقال وهو جالس في القوم بتبوك ما فعل كعب فقال رجل من
بني سلمة يا رسول الله حبسه برداه ونظره في عطفيه فقال معاذ بن جبل بئس ما قلت والله يا
رسول الله ما علمنا عليه إلا خيرا فسكت رسول الله قال كعب بن مالك فلما بلغني أنه توجه قافلا
حضرني همي وطفقت أتذكر الكذب وأقول بماذا أخرج من سخطه غدا واستعنت على ذلك بكل ذي
رأي من أهلي فلما قيل إن رسول الله قد أظل قادما زاح عني الباطل وعرفت أني لن أخرج منه أبدا
بشيء فيه كذب فأجمعت صدقه وأصبح رسول الله قادما وكان إذا قدم من سفر بدأ بالمسجد فيركع
فيه ركعتين ثم جلس للناس فلما فعل ذلكجاءه المخلفون فطفقوا يعتذرون إليه ويحلفون له وكانوا
بضعة وثمانين رجلا فقبل منهم رسول الله علانيتهم وبايعهم واستغفر لهم ووكل سرائرهم إلى الله
فجئته فلما سلمت عليه تبسم تبسم المغضب ثم قال تعال فجئت أمشي حتى جلست بين يديه
فقال لي ما خلفك ألم تكن قد ابتعت ظهرك فقلت بلى إني والله يا رسول الله لو جلست عند غيرك
من أهل الدنيا لرأيت أن سأخرج من سخطه بعذر ولقد أعطيت جدلا ولكني والله لقد علمت لئن
حدثتك اليوم حديث كذب ترضى به عني ليوشكن الله أن يسخطك علي ولئن حدثتك حديث صدق
تجد علي فيه إني لأرجو فيه عفو الله لا والله ما كان لي من عذر والله ما كنت قط أقوى ولا أيسر
مني حين تخلفت عنك فقال رسول الله أما هذا فقد صدق فقم حتى يقضي الله فيك فقمت وثار
رجال من بني سلمة فاتبعوني فقالوا لي والله ما علمناك كنت أذنبت ذنبا قبل هذا ولقد عجزت أن
لا تكون اعتذرت إلى رسول الله بما اعتذر إليه المتخلفون قد كان كافيك ذنبك استغفار رسول الله لك
فوالله ما زالوا يؤنبونني حتى أردت أن أرجع فأكذب نفسي ثم قلت لهم هل لقي هذا معي أحد
قالوا نعم رجلان قالا مثل ما قلت فقيل لهما مثل ما قيل لك فقلت من هما قالوا مرارة بن الربيع
العمري وهلال بن أمية الواقفي فذكروا لي رجلين صالحين قد شهدا بدرا فيهما أسوة فمضيت حين
ذكروهما لي ونهى رسول الله المسلمين عن كلامنا أيها الثلاثة من بين من تخلف عنه فاجتنبنا
الناس وتغيروا لنا حتى تنكرت في نفسي الأرض فما هي التي أعرف فلبثنا على ذلك خمسين
ليلة فأما صاحباي فاستكانا وقعدا في بيوتهما يبكيان وأما أنا فكنت أشب القوم وأجلدهم فكنت
أخرج فأشهد الصلاة مع المسلمين وأطوف في الأسواق ولا يكلمني أحد وآتي رسول الله فأسلم
عليه وهو في مجلسه بعد الصلاة فأقول في نفسي هل حرك شفتيه
برد السلام علي أم لا ثم أصلي قريبا منه فأسارقه النظر فإذا أقبلت على صلاتي أقبل إلي وإذا
التفت نحوه أعرض عني حتى إذا طال علي ذلك من جفوة الناس مشيت حتى تسورت جدار حائط
أبي قتادة وهو بن عمي وأحب الناس إلي فسلمت عليه فوالله ما رد علي السلام فقلت يا أبا قتادة
أنشدك بالله هل تعلمني أحب الله ورسوله فسكت فعدت له فنشدته فسكت فعدت له فنشدته
فقال الله ورسوله أعلم ففاضت عيناي وتوليت حتى تسورت الجدار قال فبينا أنا أمشي بسوق
المدينة إذا نبطي من أنباط أهل الشام ممن قدم بالطعام يبيعه بالمدينة يقول من يدل على كعب
بن مالك فطفق الناس يشيرون له حتى إذا جاءني دفع إلي كتابا من ملك غسان فإذا فيه أما بعد
فإنه قد بلغني أن صاحبك قد جفاك ولم يجعلك الله بدار هوان ولا مضيعة فالحق بنا نواسك فقلت لما
قرأتها وهذا أيضا من البلاء فتيممت بها التنور فسجرته بها حتى إذا مضت أربعون ليلة من الخمسين
إذا رسول رسول الله يأتيني فقال إن رسول الله يأمرك أن تعتزل امرأتك فقلت أطلقها أم ماذا أفعل قال
لا بل اعتزلها ولا تقربها وأرسل إلى صاحبي مثل ذلك فقلت لامرأتي الحقي بأهلك فتكوني عندهم
حتى يقضي الله في هذا الأمر قال كعب فجاءت امرأة هلال بن أمية رسول الله فقالت يا رسول الله
إن هلال بن أمية شيخ ضائع ليس له خادم فهل تكره أن أخدمه قال لا ولكن لا يقربك قالت إنه والله
ما به حركة إلى شيء والله ما زال يبكي منذ كان من أمره ما كان إلى يومه هذا فقال لي بعض
- أهلي لو استأذنت رسول الله في امرأتك كما أذن لامرأة هلال بن أمية أن تخدمه فقلت والله لا
- أستأذن فيها رسول الله وما يدريني
ما يقول رسول الله إذا استأذنته فيها وأنا رجل شاب فلبثت بعد ذلك عشر ليال حتى كملت لنا
خمسون ليلة من حين نهى رسول الله عن كلامنا فلما صليت صلاة الفجر صبح خمسين ليلة وأنا
على ظهر بيت من بيوتنا فبينا أنا جالس على الحال التي ذكر الله قد ضاقت علي نفسي وضاقت
علي الأرض بما رحبت سمعت صوت صارخ أوفى على جبل سلع بأعلى صوته يا كعب بن مالك
أبشر قال فخررت ساجدا وعرفت أن قد جاء فرج وآذن رسول الله بتوبة الله علينا حين صلى صلاة
الفجر فذهب الناس يبشروننا وذهب قبل صاحبي مبشرون وركض إلي رجل فرسا وسعى ساع من
أسلم فأوفى على الجبل وكان الصوت أسرع من الفرس فلما جاءني الذي سمعت صوته يبشرني
نزعت له ثوبي فكسوته إياهما ببشراه والله ما أملك غيرهما يومئذ واستعرت ثوبين فلبستهما
وانطلقت إلى رسول الله فيتلقاني الناس فوجا فوجا يهنونني بالتوبة يقولون لتهنك توبة الله عليك
قال كعب حتى دخلت المسجد فإذا رسول الله جالس حوله الناس فقام إلي طلحة بن عبيد الله
يهرول حتى صافحني وهناني والله ما قام إلي رجل من المهاجرين غيره ولا أنساها لطلحة قال كعب
فلما سلمت على رسول الله قال رسول الله وهو يبرق وجهه من السرور أبشر بخير يوم مر عليك
منذ ولدتك أمك قال قلت أمن عندك يا رسول الله أم من عند الله قال لا بل من عند الله وكان رسول
الله إذا سر استنار وجهه حتى كأنه قطعة قمر وكنا نعرف ذلك منه فلما جلست بين يديه قلت يا
رسول الله إن من توبتي أن أنخلع من مالي صدقة إلى الله وإلى رسول الله قال رسول الله أمسك
عليك بعض مالك فهو خير لك قلت فإني أمسك سهمي الذي بخيبر فقلت يا رسول الله إن الله إنما
نجاني بالصدق وإن من توبتي أن لا أحدث إلا صدقا ما لقيت فوالله ما أعلم أحدا من
المسلمين أبلاه الله في صدق الحديث منذ ذكرت ذلك لرسول الله أحسن مما أبلاني ما تعمدت منذ
ذكرت ذلك لرسول الله إلى يومي هذا كذبا وإني لأرجو أن يحفظني الله فيما بقيت وأنزل الله على
رسوله لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار إلى قوله وكونوا مع الصادقين فوالله ما أنعم الله
علي من نعمة قط بعد أن هداني للإسلام أعظم في نفسي من صدقي لرسول الله أن لا أكون
كذبته فأهلك كما هلك الذين كذبوا فإن الله قال للذين كذبوا حين أنزل الوحي شر ما قال لأحد فقال
تبارك وتعالى سيحلفون بالله لكم إذا انقلبتم إلى قوله فإن الله لا يرضى عن القوم الفاسقين قال
كعب وكنا تخلفنا أيها الثلاثة عن أمر أولئك الذين قبل منهم رسول الله حين حلفوا له فبايعهم
واستغفر لهم وأرجأ رسول الله أمرنا حتى قضى الله فيه فبذلك قال الله وعلى الثلاثة الذين خلفوا
وليس الذي ذكر الله مما خلفنا عن الغزو إنما هو تخليفه إيانا وإرجاؤه أمرنا عمن حلف له واعتذر إليه
فقبل منه
فى أمان الله